عملاقان في لقاء.. عابر نجيب محفوظ والبردوني وحوارهما الأدبي
وبمجرد أن أجلسوا البردوني بجوار نجيب محفوظ (في القصر الجمهوري) سأله البردوني: ماذا بعد رواية (اللص والكلاب)؟.. ما أكثر الكتّاب المصريين الذين أكدوا أنك قد قلت كل شيء في الثلاثية، ماذا يقولون الآن وقد طلعت لهم بمنحى جديد في (اللص والكلاب؟). رد محفوظ: وهل استغربت؟ رد البردوني: لا... بعد قراءة روايتك الفذة (زقاق المدق) عرفت بوابة مضيئة تفضي إلى غرف وحدائق، وكانت الثلاثية ذلك القصر العامر.. ولمحت في الثلاثية أول طريق مختلف تبدأ أول معالمه من وفاة (أمينة) في آخر صفحات (السكرية). ثم سأله البردوني: ليس على الروائي خلق أبطاله، بل عليه اختيار أرقى النماذج، لماذا كل أبطال (زقاق المدق) وبطلاتها والثلاثية متهافتون دون أيه لمحة تماسك؟ هل كل القاهريات (زبيدة) و(زنوبة) و(أم مريم)؟ وهل كل رجالها (أحمد عبدالجواد) و(إبراهيم الفار) و(سيد علي السيد)؟ كذلك رد محفوظ: لو سألتك على المغزى؟ قال البردوني: أظنك أردت تعرية الطبقة البرجوازية الكبرى. قال محفوظ: نعم.. أليس هذا سبباً كافياً. قال البردوني: كان أقله يفي، كما فعلت في رواية (القاهرة الجديدة). قال محفوظ: يا خبر.. ورايا ورايا؟ قال البردوني: وأرجو أ